الثلاثاء، 15 مارس 2011

"عمران".. حين تُفجِّر "القصة القصيرة جداً" صمتها



حوار مع القاص السوري "عمران عز الدين أحمد"

 تتموّج دلالات الكتابة عند "عمران عزّ الدين" ما بين الألم والأمل، عبر محاكماتٍ مُلفّعةٍ بالمرارة حيناً وبالسخرية حيناً أخرى، في ثنائية تجمع ما بين شساعة الدلالة واختزال العبارات، من خلال جنسٍ أدبي لن يَسمح بمحاربته بعد خروجه من صمته في "يموتون وتبقى أصواتهم"، التي أثبتت أن القصة القصيرة جدّاً تيمةٌ مخلصة وهدّارة في كشف نواقص المجتمعات.
خصوصاً بعد أن تعمّد "عز الدين" في مجموعته القصصية إلى طغيان الماضي، غير المرغوب بفعله المخترق للحاضر والعابر للمستقبل، ليؤكّد أنه يمٌّ دلالي يستقي الحاضر منه نواقصه وانبعاثاته المخجلة، فكان لابدّ من فضحه متخفّياً أو ظاهراً، لينعم الأجيال القادمة بتناغم أدوات الجمال في المستقبل، وتلك هي وظيفته.
القصة القصيرة جدّاً وشجونها إضافة إلى تجربته الشخصيّة في الكتابة، كان في اللقاء المطوّل الذي أجراه موقع eHasakeh بتاريخ 11/3/2011 مع الكاتب والقاص السوري "عمران عز الدين أحمد" في منزله بمدينة "الحسكة".

*لماذا يكتب "عمران عز الدين" القصة القصيرة جدّاً دون سواها؟

** أكتب القصة القصيرة جداً لأنها تصدّت لِما تغافلت عن فعله بعض الفنون السابقة لها، فلا موانع ولا تابوهات في أجندتها، ولا معايير مقدّسة لديها، الكلّ سواء وسواسية عندها كأسنان المشط في المعادلة الإبداعية، كما إنها تنضوي من منبع السرد إلى مصبه تحت منظومة المثل الساميّة: "الخير والحب والحق والجَمال"، وتنطلق منها كذلك في أُسّها الحسي والإجرائي والإدراكي والقولي والفعلي.

أكتب القصة القصيرة جداً، لأنها مثلي، ترفض الإقصاء والتهميش، فلها موقف بنّاء، حياتي "يومي" لحظي من كلّ شيء، أو حتى اللاشيء! إنها الكاشفة والحارسة والثائرة والمناضلة والهادرة والفاضحة، لكلّ فعلٍ شائنٍ تمَّ في الخفاء، دون أن تتمكن ـفي أبسط الأحوال- من أن تُصوّت بالرفض عليه، دون أن تكون عضواً في لجنة التصويت مثلاً، لتعدل فيه ما أمكنها إلى ذلك من سبيل، ولتقوم تالياً بتشذيبه من "غوريته" و "إرعابيته".

هذه هي القصة القصيرة جداً، قصة مأمولة للحكمة والمعرفة، واثقة من نفسها، مسكونة بالتغيير والتفسير، طبيعية كالماء الزُلال حتى النخاع. وعلى مركب السرد، من منفى سحيق، ولجّ عميق، أكتبها وتكتبني، في رحلة استغوارية ممتعة، لاستكناه الدرر واللآلئ والأسرار.

* إذاً متى كانت بدايتك مع القصة القصيرة جداً؟

** لقد سُئلت السؤال ذاته في معرض آخر، كان ذلك في حوار أجراه معي الكاتب المغربي "عبد الله المتقي"، وكان آنذاك جوابي على الشكل التالي، وهو الجواب ذاته الذي سأجيب به عن سؤالك هذا: "في وقت من الأوقات، بَرِمَ "عمران عز الدين" من قراءة المطولات الأدبية "الروايات ـ الأبحاث.. الدراسات النقدية". التي تحفل عادة برسائل كثيرة جداً، لكنها تهدف أيضاً من ضمن ما تهدف إليه، تغيير العالم بلحظة قدرية، في عمل هشٍّ، حافل برسالة ممجوجة واستعراضية، تتمحور في ارتكاب العقوبات المتتالية بحقّ القارئ كمّاً ونوعاً على نحو ما، فآثر الصمت والاعتكاف قليلاً، ولما كاد أن ينفجر من خلال مشاهداته لليومي والوظيفي والبيئي، بما يستتبعه من همّ مؤرق، سياسي واجتماعي وأخلاقي، يدعو فيما يدعو إليه، للكذب والقرف والقيء والبهتان والتسلّق والتملّق، ما ألجأه إلى شحذ الهمة، والتسلّح بكلّ الأسلحة المُدججة، الفتاكة والمجرثمة، اقتصاصاً للجمال والحب والحق والخير، على شكل فلاشات، أو برقيات سريعة، فكانت تلك القصص، التي تنتصر في أُسّها العميق، للمسحوق والمقموع والهامشي و... المسكوت عنه.
سيفاجأ "عز الدين" في غير مرّة، ومن حيث لا يدري، بأنه يكتب قصصاً قصيرة جداً، وبكثير من الجرأة، مبعثها حفاوة أصدقاء يعتز برأيهم، سيقدم على نشر بعض منها، ليقرأ تلك القصص منشورة في صحيفة ورقية بعد مدة قصيرة جداً. لن تتوقف سطوة المفاجأة ههنا، بل سيقرأ لاحقاً، بعد مدّة قياسية أخرى، دراسة نقدية مطولة عن تلك القصص، بقلم جميل، لشاعر وناقد عراقي مطبوع، تعرّفَ عليه فيما بعد، ويدعى "وديع العبيدي". ثمّ كرّ السبّحة، ونشر قصصاً أخرى، فلاقت احتفاء جماهيرياً مقبولاً بأقلام نقدية هامة لكل من الشاعر اللبناني "عبده وازن" والروائي الكويتي "طالب الرفاعي" و أيضاً الروائي السوري "خيري الذهبي".
هكذا استمرت به الحال، إلى أن بادر ـذات نداء ومصادفةـ بجمع تلك القصص، ولَمّها من شتاتها، ووضعها بين دفّتي كتاب، أطلق عليه "يموتون وتبقى أصواتهم".

* في مجموعتك القصصية "يموتون وتبقى أصواتهم" قمت بالاستعانة بعالم الحيوان لتمثيل أفكارك؟!

** كنتَ ستكون منصفاً أكثر لو سألتني لماذا يلجأ الكتّاب للتورية والترميز والاستعارات؟، بدل سؤالك الذي حصرته في جانب مغلق ومبهم على الرغم من إقراري بأنه ـأي سؤالك أيضاًـ يندرج في الخانة ذاتها. نحن ـمعشر الكُتَّاب- ننأى في كتاباتنا وعوالمنا الإبداعية عن الوضوح والمباشرة بشكل أو بآخر، لكن الأمر مختلف هنا، وهو يخضع برمته للذهنية المتعسّفة والمتسلّطة، تلك الذهنية الحجرية والقروسطية، التي قيض لها أن تكبّل بالأقفال والسلاسل الحديدية، مراكز الخصوبة والعطاء والدفقة الإبداعية في تلافيف صور وجمل كتاباتنا، ثم إنّ هذه التقنية في الكتابة ليست بجديدة، فقد سبق وأن استخدمها "ريناز الإغريقي" و "ابن المقفع" و "لافونتين" و "أيسوب" و "أحمد شوقي" وكثير سواهم، وهي تقنية معبرة من حيث انفتاحها على الأمداء والآفاق، بما تضخه في المخيلة من دماء نقية تنأى بها قدر الإمكان عن الرتابة والاجترار، كما أنها تحمي قصص أي كان من مقص الرقيب الجائر، الذي نحتال عليه بشكل شرعي بين آنٍ وآخر، ضمن هامش الحرية المتاح. لقد أحببت أن أرد الدين لابن المقفع بالتحديد، الذي لجأ إلى هذه التقنية الكتابية بإبداع منقطع النظير، لكنني ـ وبقصد مضمرـ ، وكما أكد ذلك الناقد المغربيّ سعيد بودبوز في دراسة له عن قصة لي بعنوان " تباً للمتربصين"، رددت له ـ أي لابن المقفع ـ ذلك الدين بالمقلوب، فهو كان يستقدم الحيوانات من الغابة ليسقط حكاياتها على البشر في المدينة، بينما لجأت أنا لاستقدام البشر من المدينة إلى الغابة، ومن ثم تدبيج تلك القصص التي عرت إبداعياً تلك الكائنات الكهفية من هيلمانها المزيف.

***
منقول من هنا

رسالة آشورية أمازيغية مفتوحة لأبناء أعرق حضارة في التاريخ


بقلم: آشور العراقي

إلى أبناء أمتي المجيدة أبناء أعرق حضاراة في التاريخ ألف التحية الى أمجادك أكاد العظيمة منذ زمن ليس بعيد وابحث عن صلة تربطني بفروع تلك الشجرة الموغلة جذورها في أعماق الارض منذ الاف السنين، وبعد محاولات لم تأتي باي نتيجة، ولكن لم أمل وتابعت بالبحث عن ذاك الغصن الشامخ والمتألق الذي وجدته بدوره ربما يبحث عن هذه الحقيقة او تلك، أجل بعد البحث المستمر في الشبكة العنكبوتية وجدت واحداً مما أبحث عنهم ولا أبالغ إن قلت عنه الكاتب العبقري سعيد بودبوز أجل لم أبالغ لانه كذلك وأكثر إذا أخذنا بعين الأعتبار الزمن القصير بأهتمامه بالمطالعة وكتاباته مقياساً لذلك سنجده أكثر من عبقري وأنا فخور به، وهذا النجم الساطع دفعني متحمساً من مكان أقامتي في المانيا إلى الأتصال والتواصل معه في مكان أقامته في المغرب حرصاً على أظهار الحقيقة.
ألا وهي الأمازيغ والتسمية الأمازيغية.
عزيزي سعيد وأبناء أمتي الأكادية الأشورية العظيمة التي تفتخر بها كل الشعوب والأمم أعزائي الأما زيغ أدرك بأن لبعض الكلمات تشابه في اللفظ والمعاني المختلفة في لغات أخرى ومختلفة، لقد تعلمنا بأنا كلمة أمازيغ تعني الرجل الحر ولكن هذا ربما كي لا نفكر ونبحث عن جذورنا التي مازالت تحن إلينا في تربة سوريا الكبرى وخاصة عراق اليوم أرض أكاد، نعم كما زوروا العرب تاريخنا الاكادي الأشوري بكل مراحله، كذلك نهبوا حضارتنا العريقة بمحاولة تعريبنا أجل هكذا فعلوا بكم في ما يسمى المغرب العربي هذه الأيام، أقنعوكم بهذا التفسير للكلمة حتى تستسلموا وتستعربوا وحدث هذا مئات السنين مع كثير منا ومنكم وأنصهروا معهم .
أحبائي الأمازيغ علينا أن ندرك قواعد أي لغة حتى نبحث ونجد أصل تلك الكلمة، على سبيل المثال لا الحصر كل كلمة تبدأ ب مار تكون تلك الكلمة أكادية الأصل وتعني السيد وكذلك كل كلمة تبدأ ب أيل تعني الاله و بار تعني الابن وووو ....؟؟؟؟
وهذا ما يأكده الدكتور Hady Jiffy في كتبه عن اللغة الاكادية وجذوها في اللغات الأوربية وغيرها Ursprungswörterbuch der deutschen Sprache, Runenband وأيضاً في كتابه تاوتانا Jiffy, 2002. 298 Seiten Broschiert Leichte äußere Mängel - Buch ist als Mängelexemplar gekennzeichnet - Buch ansonsten in gutem und ungelesenem Zustand - - Jeder Lieferung liegt eine ordentliche Rechnung mit ausgewiesener MwSt. bei HC/Geschichte/Altertum, Akkad, Akkadisch, Europa, Geschichte ; Vor-/Früh-Geschichte, Tautana, Kaiserin von Akkad. N° de ref. de la librería 97810

وهذا حال كلمة أما زيغ أما تعني أم في اللغة الأكادية و زين أو زيغ بعد لفظ النون غين لن تختلف المعنى تعني سلاح بالاكادية إذاً كلمة أمازيغ تعني أمهات السلاح في اللغة الاكادية الاشورية، ونأتي إلى سبب أطلاق هذه الكلمة على جزء من أمتنا الأكادية الاشورية، أعزائي القراء شعبنا وأرضنا كانوا مستهدفين من القدم وما زالوا، فكانوا الجيوش والقبائل تهاجمنا باستمرار وخاصة من الجهة الشمالية أي جيوش هندو أوربية وفي أحدى المعارك كانت الجيوش الأوربية كثيرة العدد وعندما شاهدوا النساء بان رجالهم وأبنائهم في خطر حملنا السلاح وقاومنا الاعداء بشجاعة لان نساؤنا كانت مدربة على حمل السلاح وخاصة الرمي بالقوس والنشاب ولعرض صدرهم وهيبتهم والقوس والنشاب يزين صدورهم لهذا بعد خسارتهم تلك المعركة حملوا معهم تلك الجيوش عشرات الألاف منهم ومن أولادهم معهم إلى حوض المتوسط ومنذ ذلك الزمن سمينا بالامازيغ يا أمهات السلاح، وهناك ما زال لنا مثل حي هنا في أوربا ما زال يوجد الكثير من نساءنا تلك ما زالوا يسموا أمازينا أجل هم نساء شقراوات ولكن ذات صدر عريض ولا يتأقلمون مع برودة وتقلبات الجو في القارة الاوربية وأجريت معهم عدة مقابلات تلفزيونية وكلما حدث تغيير في الجو بأوربا كانوا يلجأنا إلى الأطباء وعندما كانوا يعرفون انفسهم لدا الاطباء ب أما زينا أما أو أم مازالت في الاكادية والعربية الأم وزينا سلاح أي هم ذاتهم أمهات السلاح، وعلى الفور كانوا الأطباء يدركون مشكلتهم وهكذا يعطونهم النصائح والعلاج.
وهكذا أحبائي الاعزاء علينا أن نجتهد كي ننال ما نيريد، ونبحث لنجد ما فقدناه، ونعمل لأجل الحصول عليه.
***
منقول من هنا

شهادة في حق الكاتب سعيد بودبوز


 بقلم: علي أفقير

هكذا تكلم "بودبوز" عن نفسه في فترة ما بين 1998و2007وهو يقتني الكتب، بمختلف ألوانها وأطيافها وأحجامها، متسللا خلسة من مدينة "امريرت"، القابعة وسط جبال الأطلس، نحو فضائها المجاور الساكن الهادئ، ليلتهم زاده بشراهة. كنت أتساءل، أكثر من مرة، عن بودبوز...عن الظاهرة.. وكنت أتحدث نيابة عنه...عن نصوصه وإبداعاته بين الأصدقاء وأفراد العائلة، في مناسبات عديدة، إلا أن علامات عدم الاقتناع كانت تبدو على محياهم، أو التعبير عنها بواسطة الابتسامة التي تنم عن السخرية مما أتفوه به وأؤكد صحته. لكن الكم الهائل من المقروء ، في مدينة تكاد تختفي من خريطة البلد بسبب التهميش الذي أسدل بظلاله عليها ، بدد الوهم وأكد حقيقة بودبوز، خاصة وأنه ينتمي إلى العائلة، وأعرفه معرفة عن قرب. أعني أن هذا المقروء أعطى ثماره المرجوة عندما سمح بولادة كاتب يكتب بطريقة جيدة ويوظف لغة تبعد عن القارئ الضجر والملل، وتفسح له فضاءً أرحبَ وأمتع، في استساغتها، لكونها لا تخلو من السخرية والفكاهة. إن السحر الذي يشدك إلى نصوصه، والافتنان الذي يسجنك بين ثنايا إبداعاته، لم يأتيا من فراغ، وإنما جاءا بعد مخاض عسير في مغازلة ومضاجعة أعمال الآخرين، زمن الاعتكاف في هذه المدينة، حيث نجد "زينب سعيد" صاحبة "عرس أحمر لليقظة" و"إسماعيل غزالي" صاحب "رقصات الخلاء" و "رطانات ديك خلاسي " ؛ وهما من أصدقاء سعيد بودبوز، وربما كانا لهما تأثير عميق في إقباله على القراءة. كنت شخصيا أزوره، من حين لآخر، في هذه المدينة التي تبعد عن مدينة "فاس" بـ 130 كلم، فكان لي شرف كبير وشعرت بإحساس قوي وهو يقدم لي نسخة من عمله الروائي الأول "عبر شاشة الحتف" لأقرأه و أدلي برأيي فيه. لكن أثناء عودتي وفي طريقي انتابني شعور ينم عن الخوف؛ كلما ألقيت، من حين لآخر، نظرة على هذه الرواية من الحجم الذي يتطلب النفس الطويل. قلت في نفسي : " شرف ولكنه مسؤوليةً"، ثم أضفت : "ماذا لو كانت قراءتي خاطئة وقلت أشياء لم تكن أبدا في ذهن الكاتب لحظة الكتابة؟"ً. الكتابة مغامرة، لكن القراءة مغامرة ملغومة تفرض علينا أن نبحث عن مسالك توصلنا إلى بر الأمان حتى لا نكون مجحفين. بعدما تناولت هذا العمل، أدركت أن صاحبه يملك من الموهبة ما يجعل منه كاتبا. فكانت هذه الرواية بمثابة الشرارة الأولى التي مهدت الطريق نحو الانطلاقة الفعلية لولوج عالم الكتابة. لم تكن تنبؤاتي مخيبة، بل أصابت الهدف، ونحن نشاهد، عبر مواقع إلكترونية افتراضية وأخرى ورقية، وابلا من الإسهامات في الأدب والفكر والنقد والتاريخ شهادة على قدومه. أصبحت أيضا من المعجبين بقراء ة دراساته النقدية، خاصة مقاربته السيكولوجية لـ "صحراء في الطابق الأخير بين السرد النمطي والباطني" للمبدع المغربي "أنيس الرافعي". كما أعجبت بأركيولوجته في الحفر الجيولوجي، على طريقة فوكوية، في استكشاف حقب تاريخية عن حقيقة " الأمازيغ" وعن إمكان تواجدهم في القدم. كما أنه يملك من رهافة الحس ما يخول له دخول دنيا الشعراء من بابه الواسع...
مزيدا من التألق.
***
عـلي أفقيـر/ فاس-المغرب