د.محمد بدوي مصطفى
إنني لن أغال يا
سادتي إن قلت أن هذا الرجل سوف يغير مسار الرواية في مخيال العقل العربي وفي طريقة
سرد ونسج الرواية بلغة رصينة وسردية معصرنة. نعم، خطاب سرديّ سهل ممتنع وممتنع
سهل، ودون أدنى شك سوف تتحدث عنه المحافل أكثر وأكثر، لروعة ما يكتب، ولسحر ما
يسرد، ولجمال ما ينسج ولكمال ما يحكي، والكمال لله أوله وآخره. رأى مولد هذا الشاب
والكاتب البديع، الرجل الهميم، سعيد في منطقة أكنول في عام ١٩٨٠، فأنتم ترون أنه
لا يزال حديث السنّ، بض اليراع، لين النسيج، ورغم ذلك فسوف يتحفنا بالكثير الوفير
من فنّ سرده وألق يراعه الذي، في الحقيقة، كريشة التشكيليّ، يتغنى ويرسم بنغمات
الملحون المغربي الأصيل وكأنما نراه يجالس حسان السرد وغيان التاريخ على هضبة سايس
على علو خمسمائة متر، بين الأطلس المتوسط إلى الجنوب، وتلال ما قبل الريف إلى
الشمال. يعبر بقلمه نهر بوفكران، الذي يفصل المدينة القديمة عن الجديدة. ويذكرني
هذا المشهد، ببيت شعر، لأستاذي وشيخي صلاح أحمد إبراهيم، شاعر العرب، عندما يقول:
يا مرّية ليتني على الأولمب جالس وحواليّ العرائس. فصلاح صعد هذه القمة وسعيد في
الطريق إليها بجهده ومثابرته وفنّه الرفيع.
كرفانات الرواية ستتوالي أمام أعين القارئ العربي، فالمغرب الحبيب لم يطلق آخر رصاصة في جعبته، ولنذكر من أولئك المُلهَمين الأستاذ عبد العزيز كوكاس، أمامة قزيز، عبد الباسط زخنيني، سعيد الخيز، وغيرهم من الأدباء الأوفياء لقلمهم وتراثهم الأصيل. فسوف تتحدث عنهم صحائف التاريخ وتكتب عنهم بمداد من ماء الزهورات ورحيق ال…..
سعيد بودبوز كاتب وناقد مغربي من مواليد منطقة أكنول 15/7/1980. فاز بـ "جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي") المرتبة الثالثة) عن مجموعة قصصية بعنوان "ثور وثورة" سنة 2017. وفاز بجائزة "الهيئة العربية للمسرح" (المرتبة الثانية) عن نصه المسرحي "الحفّارون وقادة الهرب" سنة 2020.
***